(قال) أبو سعيد: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم) دائمًا (يخرج) من بيته أو من المسجد إلى المصلى (يوم العيد) وفي "مسلم": يوم الأضحى ويوم الفطر، (فيصلي بالناس ركعتين) سنةَ العيد، (ثم يسلم) من صلاته (فيقف على رجليه) لا على المنبر خطيبًا، (فيستقبل الناس) بوجهه الشريف (وهم) أي: والحال أن الناس (جلوس) أي: جالسون (في مصلاهم) كما في رواية مسلم، (فيقول) في خطبته: (تصدقوا تصدقوا) أي: اصْرِفُوا أيُّها الناس من أموالكم في سبيل الخير وإلى المحاويج.
(فأكثر من يتصدق) في ذلك اليوم (النساء) يتصدقن (بالقُرط) -بضم القاف وسكون الراء- نوع من الحُلي يعلق في شحمة الأذن (والخاتم) ما يتخذ لأصابع اليدين (والشيءِ) الآخر غيرها؛ كالسخاب نوع من قلائد النساء والخلخال للرِّجل والطوق في العنق، (فإن كانت له حاجة) إلى الناس كأن (يريد أن يبعث بعثًا) أي: يرسل جيشًا إلى العدو (يذكره) أي: يذكر ما أراده من البعث (لهم) أي: للناس (وإلا) أي: وإن لم يكن له حاجة إلى الناس .. (انصرف) أي: ذهب ورجع إلى منزله.
وخروج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المصلى دليل على أن مشروعية صلاة العيدين بالخروج إلى المصلى وهو الذي عليه عمل الناس سلفًا وخلفًا، وحكمته إظهار شعار الإسلام والمباهاة والغلظة على الكفار وتَسْتَوي في ذلك البلاد كلها مع التمكن إلا مكة؛ فإنه لا يخرج منها في العيدين لخصوصية