عبد الله بن نافع عن ربيعة بن الحارث عن الفضل بن العباس عن النبي صلى الله عليه وسلم) وهذا هو الصحيح، وقال يعقوب بن سفيان في هذا الحديث مثل قول البخاري، وخطأ شعبة وصَوَّب الليث بن سعد، وكذلك قال محمد بن إسحاق بن خزيمة. انتهى، انتهى من "العون".
(قال) الفضل بن العباس: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم) لمن سأله عن صلاة الليل: (صلاة الليل مثنى مثنى) أي: ركعتان ركعتان، قال العراقي: يحتمل أن يكون المراد أنه يسلم في كل ركعتين، ويحتمل أن المراد أن يتشهد في كل ركعتين، وإن جمع ركعات بتسليم واحد، فيكون قولُه عقبَهُ:(وتَشَهَدُ في كل ركعتين) تفسيرًا لمعنى مثنى مثنى (وتَبَاءَسُ) -بالباء الموحدة من باب تفاعل- أي: وتُظهِرُ البُؤسَ والفقرَ والفاقةَ في صلاتك، (وتَمَسْكَنُ) من باب تَمَفْعَلُ؛ أي: وتُظهر السكينة والوقار في صلاتك، (وتُقْنِعُ) من الإقناع؛ أي: وتَرفعُ يديك رفعًا كرفعهما في قنوت الصبح والوتر، (وتقول) في دعائك: (اللهم؛ اغفر لي) جميع ذنوبي، (فمن لم يفعل ذلك) المذكور من التباؤس والتمسكن والإقناع، والقول .. (فهي) أي: صلاته (خداج) أي: ناقصة في الأجر والفضيلة.
قوله:(صلاة الليل) مبتدأ، خبره (مثنى مثنى)، وقوله:(وتَشَهَّدُ في كل ركعتين) معطوف على الخبر على تقدير أن المصدرية، وفي رواية أبي داوود:(وأن تشهد) بإثبات أن المصدرية، وقوله:(وتباءس) وما بعده من الأفعال معطوفات على تشهد على كونها خبر المبتدأ، قال الخطابي: معناه إظهار