للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللهَ .. انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِذَا قَامَ فَتَوَضَّأَ .. انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ .. انْحَلَّتْ عُقَدُهُ كُلُّهَا، فَيُصْبِحُ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ قَدْ أَصَابَ خَيْرًا، وَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ

===

وقيل: وسطه، قوله: "بحبل فيه ثلاث عقد" جمع عقدة، والمراد: عقد الكسل؛ أي: يحمله الشيطان عليه، قاله ابن الملك. وقال الطيبي: أراد تثقيله وإطالته، فكأنه قد شد عليه شدًّا وعقده ثلاث عقد، قال البيضاوي: القافية: القفا، وقفا كل شيء وقافيته آخره، وعقد الشيطان على قافيته استعارة عن تسويل الشيطان وتحبيبه النوم إليه والدَّعة والاستراحة، والتقييد بالثلاث للتأكيد، أو لأن الذي تنحلُّ به عقدته ثلاثة أشياء: الذكر والوضوء والصلاة، وكأن الشيطان منعه عن كل واحدة منها بعقدة عقدها على قافيته، ولعل تخصيص القفا؛ لأنه محل الواهمة ومحل تصرفها وهو أطوع القوى للشيطان وأسرع إجابة لدعوته.

(فإن استيقظ) أي: من نوم الغفلة، (فذكر الله) بقلبه أو لسانه .. (انحلت) أي: انفكت وانفتحت (عقدة) أي: عقدة الغفلة، (فإذا قام فتوضأ .. انحلت) وانفكت (عقدة) أي: عقدة الحدث، (فإذا قام إلى الصلاة) فصلى .. (انحلت) وانفكت عقدة؛ أي: عقدة الكسالة والبطالة حتى انحلت (عقده كلها) قال الحافظ ابن حجر: وقع بلفظ الجمع بغير اختلاف في رواية البخاري، وفي "الموطأ" بلفظ الإفراد (فيُصبح) أي: يدخل في الصباح وصار (نشيطًا) أي: ذا نشاط وقوة للعبادة (طيب النفس) أي: فرحانها؛ أي: ذات فرح؛ لأنه تخلص عن وثاق الشيطان، وتخفف عنه أعباء الغفلة والنسيان، وحصل له رضا الرحمن، و (قد أصاب خيرًا) أي: فعل خيرًا من الذكر والوضوء والصلاة.

(وإن لم يفعل) ما ذكر من الذكر والوضوء والصلاة؛ بأن أطاع الشيطان

<<  <  ج: ص:  >  >>