(عن يحيى بن أبي كثير) صالح بن المتوكل الطائي مولاهم اليمامي، ثقة، من الخامسة، مات سنة اثنتين وثلاثين ومئة (١٣٢ هـ)، وقيل قبل ذلك. يروي عنه:(ع).
(عن أبي سلمة) عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني، ثقة، من الثالثة، مات سنة أربع وتسعين أو أربع ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن عبد الله بن عمرو) بن العاص الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قال) عبد الله: (قال) لي (رسول الله صلى الله عليه وسلم): يا عبد الله (لا تكن مثل فلان) قال الحافظ: لم أقف على تسميته في شيء من الطرق، وكأن إبهام مثل هذا لقصد الستر عليه، ويحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم لم يقصد شخصًا معينًا، وإنما أراد تنفير عبد الله بن عمرو من الصَّنِيعِ المذكور، قال العيني: والظاهر أن الإبهام من أحد الرواة، والله أعلم.
(كان) فلان (يقوم) أي: يصلي (الليل) كثيرًا (فترك قيام الليل) وصلاته؛ يريد: أن الإكثار من قيام الليل قد يؤدي إلى تركه رأسًا، كما فعل فلان، فلا تفعل أنت ذاك، خذ فيه التوسط والقصد، ولهذا الحديث ما ترك عبد الله قيام الليل حتى تُوفِّي رضي الله تعالى عنه. انتهى "سندي"، قال ابن العربي: في هذا الحديث دليل على أن قيام الليل ليس بواجب؛ إذ لو كان واجبًا .. لم يكتف لتاركه بهذا القدر، بل كان يذمه أبلغ الذم، وفيه استحباب الدوام على ما اعتاده