وهذا السند من سداسياته؛ رجاله ثلاثة منهم مدنيون، وثلاثة مصريون، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات.
(قال: كنا جلوسًا) أي: جالسين (عند النبي صلى الله عليه وسلم) ذات يوم، فـ (قال) النبي صلى الله عليه وسلم (بينا) أصله: بين، فزيد فيه الألف، فكفته عن الإضافة إلى المفرد، فتلزم الإضافة إلى الجمل، وتتعلق بجوابها، وقوله:(أنا نائم) جملة أضيف إليها بينا، وجملة قوله:(رأيتني) جوابها -بضم التاء- للمتكلم، وهو من خصائص أفعال القلوب؛ أي: بين أوقات نومي، رأيت نفسي (في الجنة).
و(إذا) في قوله: (فإذا أنا) راءٍ (بامرأة تتوضأ إلى جنب قصر) أي: في جانب قصر وناحيته .. فُجائيَّةٌ؛ أي: بين أوقات نومي رأيتُ نفسي في الجنة، ففاجاني رؤيةُ امرأة تتوضأ في جانب قصر وضوءًا شرعيًا، ولا يلزم أن يكون على جهة التكليف، أو يؤول بانها كانت محافظة في الدنيا على العبادة، أو وضوءًا لغويًا لتزداد وضاءةً وحُسنًا.
وعبارة السندي هنا: لعل الوضوء هنا لتعظيم التسبيح والذكر؛ فإن الناس يذكرون الله هناك بلا تكليف للتلذذ، وإن لم يكن هناك حدث ولا وسخ، أو يكون تأويله صلاح المرأة في الدنيا وكثرة صلاتها ووضوئها. انتهى.
وهذه المرأة هي أم سليم، وكانت حينئذ في قيد الحياة، (قلت) لتلك المرأة: (لمن هذا القصر، فقالت) المرأة: هو (لعمر) بن الخطاب فأردت