دخوله لأنظره، (فذكرت غيرته) أي: غيرة عمر -بفتح الغين المعجمة- مصدر قولك: غار الرجل على أهله، من باب باع، (فوليت) عنه؛ أي: رجعت وذهبت (مدبرًا) عنه؛ أي: جاعلًا دبري على جهته، (قال أبو هريرة: فبكى عمر) لمَّا سمع ذلك سرورًا به وتشوُّقًا إليه.
(فقال: أعليك) بهمزة الاستفهام الإنكاري أنت مفدي (بأبي وأمي) من كل مكروه (يا رسول الله أغار؟ ! ) لا أغار عليك، قيل: هو من باب القلب، والأصل عليها أغار منك، ووُجد في بعض الروايات زيادة:(وهل رفعني الله إلا بك وهداني؟ ).
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة، وأنها مخلوقة، وفي كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عمر، وأخرجه في التعبير، وفي غير ذلك، وأبو داوود في كتاب الخراج والإمارة والفيء، وباب القصر في المنام.
فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضته: الاستشهاد به.
* * *
ثم استشهد المؤلف رابعًا لحديث عائشة بحديث أبي ذر رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(١٠٦) -١٠٦ - (٧)(حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف) الباهلي البصري، وثقه ابن حبان، وقال في "التقريب": صدوق من العاشرة، مات سنة اثنتين وأربعين ومئتين (٢٤٢ هـ). يروي عنه:(م ت ق).