للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

أن يقرأ القرآن متأسفًا على ما وقع من التقصير متلهفًا على ما يؤمل من التوقير، فإذا تألم القلب وتوجع .. حزن الصوت وسالت العين بالدموع، فيستلذ القارئ ويقرب من الخلق إلى جانب الرَّبِّ تبارك وتعالى، وقيل: الوجه تفسير التغنِّي به في الحديث بالاستغناء به؛ لأن قوله: "فمن لم يتغنَّ به .. فليس منَّا" أي: ليس من الذين قراءتهم كقراءة الأنبياء، فهو بيان أنه محروم من هذا الفضل، وليس هو من باب الوعيد. انتهى "سندي".

واتفق الشافعية على أن تحسين الصوت بالقرآن مستحب ما لم يخرج عن حدِّ القراءة بالتمطيط، فإن أفرط حتى زاد حرفًا أو أخفاه .. حَرُمَ، وتحسين الصوت به أن يقرأه على غير قراءة الألحان، وهو تزيينه بالترتيل والجهر والتحزين والترقيق، وقراءته بالألحان هي قراءته بطريقة أهل علم الموسيقا في الألحان؛ أي: في النغم والأوزان حسب ما رتبوه في صنعة الغناء، وقال بعضهم: إن أفرط في المد وإشباع الحركة حتى تولَّد عن الفتحة ألف وعن الضمة واو وعن الكسرة ياء، أو أدغم في غير موضع الإدغام .. كُره، وإلا .. جاز، وقال بعضهم: إن انتهى إلى ذلك .. فهو حرام يَفْسُقُ فاعلهُ ويُعزر. انتهى من "الأبي" بتصرف، انتهى من "الكوكب".

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه ضعيف؛ لضعف سنده، كما مر إلا قوله: "وتغنوا به" فإنه صحيح؛ لأنه في "الصحيحين"، فالحديث ضعيف متنًا وسندًا (٩) (١٤٧)، وغرضه: الاستئناس به.

* * *

ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على الترجمة بحديث عائشة رضي الله تعالى عنها، فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>