للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ نَزَلَ بِحُزْنٍ، فَإِذَا قَرَأْتُمُوهُ .. فَابْكُوا، فَإِنْ لَمْ تَبْكُوا .. فَتَبَاكَوْا وَتَغَنَّوْا بِهِ؛ فَمَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِهِ .. فَلَيْسَ مِنَّا".

===

الصوت) وجميله (بـ) قراءة (القرآن) فطوبى لك؛ لأني (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن هذا القرآن) الكريم (نزل بحزن) -بفتحتين أو بضم فسكون- أي: نزل مصحوبًا بما يجعل القلب محزونًا والعين باكية إذا تأمل القارئ فيه وتَدبَّر، (فإذا قرأتموه .. فابكوا) بتدبر معانيه بُكَاء إجباريًّا بلا تكلف، (فإن لم تبكوا) كذلك (فتباكوا) أي: كلفوا أنفسكم البكاء.

قوله: (فإذا قرأتموه .. فابكوا) أي: تأملوا فيما فيه، وابكوا على مقتضى ذلك (فإن لم تبكوا) كذلك .. (فتباكوا) -بفتح الكاف وسكون الواو- أصله تباكيوا استثقلت الضمة على الياء، فحذفت فالتقى ساكنان الواو والياء، ثم حذفت الياء؛ لالتقاء الساكنين فصار تباكوا؛ أي: تكلفوا البكاء.

وكذا قوله: (وتغنوا به) أصله تغنيوا؛ أي: وحسنوا أصواتكم بقراءته؛ (فمن لم يتغن به) أي: من لم يحسن صوته بقراءته من غير إفراط ولا تفريط .. (فليس منا) أي: فليست قراءته كقراءتنا، فلا يثاب عليها مثل ثوابنا لإفراطه أو تفريطه.

قوله: (وتغنوا به) قيل: المراد بالتغنِّي به هو تحسين الصوت وتزيينه، والاستغناء به عن غير الله وعن سؤاله وعن سائر الكتب وإكثار قراءته كما تكثر العرب التغنِّي عند الركوب على الإبل وعند النزول وحال المشي أو رفع الصوت به والإعلان أو التحزن به، وليس التحزنُ طيبَ الصوت بأنواع النغم، ولكن هو

<<  <  ج: ص:  >  >>