للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يُرَاوِحَ بَيْنَ رِجْلَيْهِ، وَأَكْثَرُ مَا يُحَدِّثُنَا مَا لَقِيَ مِنْ قَوْمِهِ مِنْ قُرَيْشٍ وَيَقُولُ: "وَلَا سَوَاءَ؛ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ مُسْتَذَلِّينَ، فَلَمَّا خَرَجْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ .. كَانَتْ سِجَالُ

===

يُراوح) أي: كي يراوح (بين رجليه) أي: يعتمد على إحدى الرجلين مرة وعلى الأخرى مرة أخرى؛ ليواصل الراحة إلى كل منهما (وأكثر ما يحدثنا) وأكثر مبتدأ، خبره ما الموصولة في قوله: (ما لَقِيَ من قومه من قريش) أي: الإذايةَ التي لقيها من قومه قريش، و (من قريش) بدل (من قومه) بدل كل من كل، ولفظ الطيالسي: وكان أكثر ما يحدثنا اشتكاء قريش.

(ويقول) النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الحديث: (ولا سواءَ) لا: نافية للجنس تعمل عمل إن، (سواء) في محل النصب اسمها، والخبر محذوف جوازًا؛ تقديره: أي لا مساواةَ بيننا -يعني: المسلمين وبين المشركين- موجودة؛ إذ كُنَّا بمكة قبْلَ الهجرة، وجملةُ (كُنَّا) تعليل للنفي؛ أي: لأنا (كنا مستضعفين) في مكة (مستذلين) أي: ضعفاء محقرين معذبين؛ إذ كنا بمكة وهم أقوياء معززون مسلطون على إذايتنا.

وفي رواية أبي داوود إسقاط الواو من قوله: (ولا سواء) وهو أَوْلَى وأوضحُ؛ لأن المقام ليس للعطف، وقال الطيبي: أي: لا نحن سواء، فحذف المبتدأ، وجعلت (لا) عوضًا عن المحذوف، وهو قول سيبويه، والمعنى: حالنا الآن غير ما كانت عليه قبل الهجرة. انتهى، وقال السندي: أي: ما كان بيننا وبينهم مساواة، بل إنهم كانوا أوَّلًا أعزَّة، ثم أذلَّهم الله تعالى. انتهى، وفي بعض نسخ الكتاب: (لا أَنْسَى) وهكذا في نسختين من المنذري؛ والمعنى: لا أنسى أذيتهم وعداوتهم لنا.

(فلما خرجنا) وهاجرنا من مكة (إلى المدينة .. كانت سِجال) -بكسر

<<  <  ج: ص:  >  >>