للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْحَرْبِ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ؛ نُدَالُ عَلَيْهِمْ وَيُدَالُونَ عَلَيْنَا"، فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ لَيْلَةٍ .. أَبْطَأَ عَنِ الْوَقْتِ الَّذِي كَانَ يَأْتِينَا فِيهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ لَقَدْ أَبْطَأْتَ عَلَيْنَا اللَّيْلَةَ، قَالَ: "إِنَّهُ طَرَأَ عَلَيَّ حِزْبِي مِنَ الْقُرْآنِ فَكَرِهْتُ أَنْ أَخْرُجَ حَتَّى أُتِمَّهُ

===

السين- أي: كانت سِجالُ (الحرب) أي: ذَنُوبُها ودلاؤُها (بيننا) معاشر المسلمين (وبينهم) أي: بين المشركين أهل مكة، ولفظ الطيالسي: (فلما قدمنا المدينة .. انتصفنا من القوم، فكانت سجال الحرب لنا وعليهم)، قال الخطابي: والسجال -بكسر السين- جمع سجل -بسكون الجيم مع فتح السين على وزن حبل وحبال- وهي الدلو الكبيرة، وقد يكون السجال مصدر ساجلت الرجل مساجلة وسجالًا؛ وهو أن يستقي رجلان من بئر أو ركية، فينزع هذا سجلًا وهذا سجلًا يتناوبان السقي بينهما. انتهى.

(ندال عليهم) أي: مرة؛ أي: تكون لنا عليهم دولة وغلبة؛ أي: نغلب عليهم مرة (ويدالون علينا) أي: يغلبون علينا مرة أخرى؛ أي: ولهم علينا دولة وغلبة، فهو تفسير لقوله: "كانت سجال الحرب بيننا وبينهم".

قال أوس بن حذيفة: (فلما كان) صلى الله عليه وسلم (ذات ليلة) أي: في ليلة من الليالي، ولفظ ذات مقحم أو الإضافة للبيان .. (أبطأ) أي: تأخر عن الوقت الذي كان يأتينا فيه، ولفظ الطيالسي: (واحتبس عنا ليلة) (عن الوقت الذي كان يأتينا فيه).

قال أوس بن حذيفة: (فـ) لما حضر صلى الله عليه وسلم .. (قلت) له: (يا رسول الله؛ لقد أبطأت) وتأخرت (علينا) أي: عنا هذه (الليلة) الحاضرة، فلم تأخرت عنا عن الوقت المعتاد لك؟ فـ (قال: إنه) أي: إن الشأن والحال (طرأ) وفجأ (على حزبي) ووردي (من القرآن، فكرهت أن أخرج) من البيت (حتى) أقرأه و (أُتِمه) -بضم الهمزة وكسر التاء- من الإتمام،

<<  <  ج: ص:  >  >>