قال الخطابي: قوله: "طرأ على حزبي" يريد كأنه أغفله أولًا عن وقته المعتاد وأخره، ثم ذكره فقرأه، وأصله من قولك: طرأ عليك الرجل؛ إذا خرج عليك فجأة طروًا فهو طار، وفي "النهاية": أي: ورد وأقبل، يقال: طرأ يطرأ مهموزًا؛ إذا جاء مفاجأة، كأنه الوقت الذي كان يؤدي فيه ورده من القراءة. انتهى، انتهى من "العون".
(قال أوس) بن حذيفة: (فسألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم) عن الأحزاب، فقلت لهم:(كيف تحزبون القرآن؟ ) أي: كيف تجزئون وتقسمون القرآن؛ أي: إلى كم تقسمون القرآن وتجعلون كل قسم حزب ليلة ووردها وتقرؤونه فيها؟ قالوا: نُحَزِّبه ونُجزئه ونقسمه سبعة أحزاب وأقسام، ونجعل كل قسم منها حزب ليلة ووردها، والحزب: هو ما يجعله الرجل على نفسه ورد ليلة وقراءتها، وقوله:(كيف تحزبون؟ ) من التحزب؛ وهو تجزئة القرآن وتقسيمه أقسامًا، واتخاذ كل جزء وقسم حزبًا ووردًا له في كل ليلة، (قالوا) أي: قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في جواب سؤالي: نُجَزِّئهُ سبعة أحزاب، ونقسمه سبعة أقسام؛ كل قسم حزب ليلة ووردها.
الحزب الأول (ثلاث) سور: البقرة وآل عمران والنساء، فهذه السور الثلاث حزب واحد من الأحزاب السبعة من القرآن، (و) الحزب الثاني (خمس) سور من المائدة إلى براءة، (و) الحزب الثالث (سبع) سور من يونس إلى النحل، (و) الحزب الرابع (تسع) سور من بني إسرائيل إلى الفرقان، (و) الحزب الخامس (إحدى عشرة) سورة من الشعراء إلى يس، (و) الحزب السادس (ثلاث عشرة)