للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَالسَّاعَة حَقٌّ، وَالنّبِيُّون حَقٌّ وَمُحَمَّد حَقٌّ،

===

مخلوق موجود، (والساعة) أي: القيامة مع ما فيهما من المجازاة والمحاسبة (حق) أي: ثابتة لا شك في مجيئها.

(والنبيون حق) أي: صادقون فيما بلغوه إلى الأمم، (ومحمد حق) أي: صادق فيما أخبره لنا وبلغه إلينا، وأفرده بالذكر مع دخوله فيما قبله إظهارًا لشرفه.

قال السندي: وهكذا يُفسَّر الحقُّ في كل محل بما يناسب ذلك المحل، وأما التعريف في الأولين كما في رواية مسلم .. فالظاهر أن تعريف الخبر فيهما ليس للقصر، وإنما هو لإفادة أن الحكم به ظاهرٌ مسلَّمٌ لا منازع فيه؛ وذلك لأن مرجع هذا الكلام إلى أنه تعالى موجود صادق الوعد، وهذا أمر يقول به المؤمن والكافر، قال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} (١)، ولم يُعْرَفْ في ذلك منازعٌ بَعْدَه يُعْتَدُّ به، وكأنه لهذا عَدَلَ إلى التنكير في البقية حيث وُجد المنازع فيها، بَقِيَ أن المناسب بذلك أن يقال: وقولك الحق بالتعريف، كما في رواية مسلم، فكأن التنكير فيه في رواية الكتاب للمشاكلة.

وقوله: "ومحمد حق" التأخير فيه للتواضعِ، وهو أنسب بمقام الدعاء، وذِكْرُهُ على الإفراد لذلك، وليتوسَّل بكونه نبيًّا حقًّا إلى إجابة الدعاء، وقيل: هو من عطف الخاص على العام تعظيمًا له بكونه نبيًّا حقًّا. انتهى " سندي".

وقوله: "والساعة حق" وأصل الساعة الجزء القليل من اليوم أو الليلة، ثم استُعِير للوقت الذي تقام فيه القيامة؛ يريد: أنها ساعة خفيفة يَحْدثُ فيها أمر عظيم، وتكريرُ الحمد للاهتمام بشأنه، ولينَاطَ به كُلَّ مرة معنىً آخرُ، وفي تقديم الجار والمجرور إفادةُ التخصيص.


(١) سورة لقمان: (٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>