للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اللَّهُمَّ؛ لَكَ أَسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ وَإلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ،

===

فإن قلت: لِم عَرَّف الحق في الأولين ونكَّرَه في البواقي؟

قلت: لأنه هو الحق الواجب الدائم وما سواه في معرض الزوال، وكذا وعده مختص بالإنجاز دون وعد غيره، ونكَّرَهُ في البواقي؛ لأنه لم يكن موضعَ حصر؛ لأن لقاءه ثابت من جملة ما يكون ثابتًا. انتهى من " المبارق".

قال القرطبي: ومعنى لقائنا الله تعالى هو عبارة عن حال مآلنا بالنسبة إلى جزائنا على أعمالنا في الدار الآخرة، والساعةُ يومُ القيامة، وأصله القطعة من الزمان، لكن لما لم يكن هناك كواكب تُقَدَّرُ بها الأزمان سميت بذلك، والله أعلم، وإطلاق اسم الحق على هذه الأمور كلها معناه أنها لا بد من كونها، وأنها مما ينبغي أن يُصدَّق بها، وتكرار الحق في تلك المواضع على جهة التأكيد والتفخيم والتعظيم لها. انتهى من "المفهم".

(اللهم؛ لك) أي: لأمرك ونَهْيك (أسلمت) أي: استسلمت وانقدت وخضعت وقبلت، (وبك) أي: وبما أنزلت (آمنت) أي: صدقت (وعليك) لا على غيرك (توكلت) أي: اعتمدت وفوضت أمري إليك، (وإليك أنبت) أي: رجعت إليك مقبلًا بقلبي عليك، (وبك) أي: وبما آتيتني من البراهين والحُجج (خاصمت) أي: جادلت من خاصمني من الكفار، أو بتأييدك ونُصْرتك قاتلت، (وإليك حاكمت) كل من أبى قبول ما أرسلتني به، أو كل من جحد الحق حاكمته إليك، وجعلْتك الحاكم بيننا، لا مَنْ كانَتِ الجاهليةُ تتحَاكمُ إليه مِن كاهنٍ ونحوِهِ، وقدَّم صِلَات جميع هذه الأفعال عليها إشعارًا بالتخصيص وإفادة للحصر.

(فاغفر لي ما قدمت) ـه قبل وقتي هذا (وما أخرت) عنه؛ أي: ما فعلت

<<  <  ج: ص:  >  >>