للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ".

===.

قبل وما سأفعل بَعْدُ، أو ما فعلت وتركت. انتهى "سندي(وما أسررت) أي: أخفيت عن غيرك، (وما أعلنت) أي: أظهرته لغيرك، أو ما تحدثت به نفسي وما تحرك به لساني؛ قاله تواضعًا وإجلالًا لله تعالى وتعليمًا لأمته، وزاد في مسلم: (أنت إلهي) أي: معبودي ومقصودي الذي وَلِهَ فيك قلبي وتَحيَّر في عظمتك وجلالك عقلي وكَلَّ عن ثنائك لساني، فغاية الوسيلة إليك لا أُحصي ثناء عليك (لا إله إلا أنت) أي: لا معبود غيرك ولا معروف بهذه المعرفة سواك.

(أنت المقدم) من قدمته على غيره حِسًّا كآدم على سائر الأنبياء، أو فضلًا كمحمد صلى الله عليه وسلم على غيره من الأنبياء، (وأنت المؤخر) من أخرته حِسًّا؛ كمحمد عن سائر الأنبياء، أو فضلًا كسائر الأنبياء عن محمد؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: "أنا سيد ولد آدم ولا فخر(لا إله) أي: لا معبود لنا (إلا أنت، ولا إله) أي: لا معبود بحق في الوجود (غيرك، ولا حول) أي: لا حيلة لنا نعتصم بها عن معصيتك (ولا قوة) لنا نتقوَّى بها على طاعتك (إلا) إذا كانا حاصلين لنا (بـ) معونت (ـك) وتوفيقك، فالكل لك ومنك وما لنا لك وإليك، وفي هذا الحديث وغيره مواظبته صلى الله عليه وسلم في الليل على الذكر والدعاء، والاعتراف لله تعالى بحقوقه والإقرار بصدق وعده ووعيده والبعث والجنة والنار وغير ذلك انتهى "نووي".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب التهجد، باب التهجد بالليل، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه، وأبو داوود في كتاب الصلاة، باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء،

<<  <  ج: ص:  >  >>