للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ: مَاذَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْتَتِحُ بِهِ قِيَامَ اللَّيْلِ؟ قَالَتْ: لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ شَيءٍ مَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَحَدٌ قَبْلَكَ: كَانَ يُكَبِّرُ عَشْرًا وَيَحْمَدُ عَشْرًا وَيُسَبِّحُ عَشْرًا وَيَسْتَغْفِرُ عَشْرًا وَيَقُولُ: "اللَّهُمَّ؛ اغْفِرْ لِي وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي وَعَافِنِي"، وَيَتَعَوَّذُ مِنْ ضِيقِ الْمُقَامِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

===

(قال) عاصم: (سألت عائشة) رضي الله تعالى عنها.

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

أي: سألتها بقولي: (ماذا كان النبي صلى الله عليه وسلم) أي: بأي شيء من الأذكار -كما في لفظ رواية أبي داوود- كان النبي صلى الله عليه وسلم (يفتتح به قيام الليل) وصلاته؟ أي: بأي شيء يبتدئ من الأذكار؟ فـ (قالت) لي عائشة: والله (لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك) وفي هذا تحسين لسؤاله، وتزيين لمقاله، وتأسف على غفلة الناس عن حاله، ثم قالت في جواب سؤالي: (كان) صلى الله عليه وسلم (يكبر) الله؛ أي: يقول: الله أكبر (عشرًا) من المرات، قال السندي: مع تكبيرة الإحرام أو بعده، وأما أنه كان يقول قبل الشروع في الصلاة .. فبعيد انتهى منه.

(ويحمد) الله؛ أي: يقول: الحمد لله (عشرًا) من المرات، (ويسبح) الله؛ أي: يقول: سبحان الله (عشرًا) من المرات، (ويستغفر) الله؛ أي: يقول: أستغفر الله (عشرًا) من المرات، (و) كان (يقول) بعد هذه الأذكار: (اللهم؛ اغفر لي) ما قدمت وما أخرت، (واهدني) إلى صراطك المستقيم، (وارزقني) رزقًا حلالًا طيبًا مباركًا، (وعافني) من بلاء الدنيا والآخرة، أو من الأمراض الظاهرة والباطنة. انتهى "عون"، (و) كان (يتعوذ من ضيْق المُقام) -بضم الميم- أي: من ضيق الموقف (يوم القيامة) أي: من شدائد أحوالها وسكرات أهوالها.

<<  <  ج: ص:  >  >>