للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ بِمَا كَانَ يَسْتَفْتِحُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاتَهُ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ؛ قَالَتْ: كَانَ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ،

===

(عن أبي سلمة) عبد الله (بن عبد الرحمن) بن عوف الزهري المدني، ثقة، من الثالثة، مات سنة أربع وتسعين أو أربع ومئة. يروي عنه: (ع).

(قال) أبو سلمة: (سألت عائشة) رضي الله تعالى عَنْها.

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه عكرمة بن عمار، وهو مضطرب فيما روى عن يحيى بن أبي كثير.

أي: سألتها بقولي: (بما) أي: بأي شيء من الأذكار (كان يستفتح النبي صلى الله عليه وسلم صلاته إذا قام) وصلَّى (من الليل؟ قالت) عائشة: (كان) النبي صلى الله عليه وسلم (يقول) في استفتاح الصلاة بعد الإحرام: (اللهم) يا (رب جبرائيل) (رب): منادى مضاف حُذف منه حرف النداء للتخفيف، أو بدل من (اللهم) لا وصف له؛ لأن لُحُوق الميم المشددة مانع من التوصيف عند سيبويه، نعم؛ جوَّز الزجاج التوصيف أيضًا، والأول أولى، كما قدرناه. انتهى "سندي" بزيادة.

(وميكائيل وإسرافيل) معطوفان على جبرائيل على كونهما مضافًا إليه لِرَبَّ، وتخصيص هؤلاء الثلاثة بالإضافة مع أنه تعالى رب كل شيء؛ لتشريفهم وتفضيلهم على غيرهم، قال ابن حجر المكي: كأنه قَدَّم جبرائيل؛ لأنه أمين الكتب السماوية، فسائر الأمور الدينية راجعة إليه، وأَخَّر إسرافيل؛ لأنه أمين اللوح المحفوظ والصور، فإليه أمر المعاش والمعاد، وَوَسَّطَ ميكائيل؛ لأنه أخذ بطرف من كل منهما، لأنه أمين المطر والنبات ونحوهما مما يتعلق بالأرزاق المقوِّمة للدين والدنيا والآخرة، وهما

<<  <  ج: ص:  >  >>