للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ.

===

الكافرون والإخلاص هما سنة الفجر، (ثم) بعدما فرغ من ركعتين خفيفتين (خرج إلى) المسجد لـ (الصلاة) فصلى بهم فريضة الصبح.

شرح هذا الحديث: قوله: (فاضطجعت في عرض الوسادة) -عرض بفتح العين- هكذا نقله القاضي عياض عن رواية الأكثرين، قال: ورواه الداوودي بالضم؛ وهو الجا نب، والصحيح الفتح، والمراد بالوسادة: الوسادة المعروفة التي تكون تحت الرؤوس، وقال الباجي والأصيلي وغيرهما: إن الوسادة هنا الفراش؛ لقوله: (اضطجع في طولها)، وهذا ضعيف، وفيه دليل على جواز نوم الرجل مع امرأته من غير مواقعة بحضرة بعض محارمها وإن كان مميزًا، وقد جاء في بعض روايات هذا الحديث: قال ابن عباس: (بت عند خالتي في ليلة كانت فيها حائضًا) وهذه الكلمة وإن لم تصح طريقًا، فهي حسنة المعنى جدًّا؛ إذ لم يكن ابن عباس يطلب المبيت في ليلة للنبي صلى الله عليه وسلم فيها حاجة إلى أهله ولا يرسله أبوه إلا إذا علم عدم حاجته صلى الله عليه وسلم إلى أهله؛ لأنه معلوم أنه لا يفعل حاجته مع حضرة ابن عباس معهما في الوسادة، مع أنه كان مراقبًا لأفعال النبي صلى الله عليه وسلم، مع أنه لم ينم أو نام قليلًا جدًّا، قاله النووي.

قوله: (فجعل يمسح النوم عن وجهه) معناه: أثر النوم، وفيه استحباب هذا، واستعمال المجاز المرسل الذي علاقته الكل والجزء؛ لأن المراد بمسح الوجه مسح العين عن أثر النوم.

قوله: (ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران) فيه جواز القراءة للمحدث، وهذا إجماع المسلمين، وإنما تحرم القراءة على الجُنب والحائض،

<<  <  ج: ص:  >  >>