عنه، له سبعة وأربعون حديثًا؛ اتفقا على حديثين، وانفرد (م) بثلاثة، مات سنة إحدى وخمسين (٥١ هـ) وله نيِّف وسبعون.
وهذا السند من خماسياته؛ رجاله اثنان منهم بصريان، واثنان كوفيان، وواحد مدني، وكلهم ثقات، ولكن فيه انقطاع، قال أبو حاتم: محمد بن سيرين لم يسمع كعب بن عجرة، فحينئذ حكمه: الضعف.
(قال) كعب بن عجرة: (ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة) ومخالفة ستقع بين المسلمين، (فقرَّبها) -بتشديد الراء- من التقريب؛ أي: ذكرها كأنها قريبة إلينا، (فمر رجل) من أصحابه صلى الله عليه وسلم على مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وهو عثمان بن عفان رضي الله عنه (مُقنّع) صفة رجل -بفتح النون المشددة- من التقنيع وهو ستر الرأس بالرداء وإلقاء طرفه على الكتف.
وقوله:(رأسه) نائب فاعل له؛ أي: رجل منثور رأسه، أو بكسرها، ورأسه منصوب به؛ أي: رجل ساتر رأسَه بالرداء، (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا) الرجل المار المقنع رأسه (يومئذ) أي: يوم إذ وقعت الفتنة بين المسلمين (على الهدى) والحق، فلا يضل مع من ضل بها، قال كعب بن عجرة:(فوثبت) من مجلسي إلى ذلك الرجل المقنَّع لأعرفه؛ أي: قمتُ ونهضت بسرعة، (فأخذتُ) ومسكت (بضبعي) الرجل المقنَّع الذي هو (عثمان) بن عفان -بفتح الضاد المعجمة وسكون الباء الموحدة على صيغة التثنية- أي: بعَضُدَي عثمان، والضَّبع وكذا العضد: ما بين الكتف والمرفق.