(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد) النبوي (فرأى حبلًا ممدودًا) أي: مربوطًا (بين ساريتين) أي: الأسطوانتين المعهودتين انتهى من "العون"، من أسطوانات المسجد، (فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما هذا الحبل) الممدود؟ (قالوا) أي: قال الحاضرون: هذا حبل (لزينب) بنت جحش بن رئاب الأسدية أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها (تصلي فيه) أي: في هذا المكان الذي بين الساريتين، (فإذا فترت) وأعيت وعجزت عن القيام بنفسها وذهب نشاطها لطوله .. (تعلقت) وأمسكت بيدها (به) أي: بهذا الحبل الممدود؛ لتستعين به على القيام.
(فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن عنده: (حُلوه حُلوه) كرر به للتأكيد؛ أي: فكوا هذا الحبل من الساريتين، (ليصل) بكسر اللام؛ لأنه مجزوم بلام الأمر؛ أي: ليصل (أحدكم) أيها المؤمنون (نشاطه) -بفتح النون- أي: وقت نشاطه، (فإذا فتر) وكسل أحدكم عن القيام وضعف وزال نشاطه في أثنائه .. (فليقعد) أي: فليصل قاعدًا؛ أي: فليتم صلاته قاعدًا، أو فتر بعد فراغ بعض التسليمات .. فليقعد، ليصل ما بقي من نوافله قاعدًا، أو فتر بعد انقضاء البعض .. فليترك بقية النوافل جملةً إلى أن يحدث له نشاط، أو فتر بعد الدخول فيها فليقطعها كذا في "إرشاد الساري".
قال النووي: والحديث فيه الحث على الاقتصاد في العبادة، والنهي عن