للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ فَاسْتَعْجَمَ الْقُرْآنُ عَلَى لِسَانِهِ فَلَمْ يَدْرِ مَا يَقُولُ .. اضْطَجَعَ".

===

(عن أبيه) يحيى بن النضر الأنصاري المدني، ثقة، من الرابعة. يروي عنه: (ق).

(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن في رجاله مستور؛ وهو أبو بكر بن يحيى.

(أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا قام أحدكم من الليل) أي: صلي أحدكم من آناء الليل (فاستعجم) عليه (القرآن) أي: انغلق واستبهم القرآن (على لسانه) ولم ينطق به؛ لغلبة النعاس (فلم يدر) ولم يعلم (ما يقول) ويقرأ .. (اضطجع)، وفي رواية مسلم: (فليضطجع) أي: فليرقد.

قال القرطبي: قوله: "فاستعجم عليه القرآن" بالرفع على أنه فاعل استعجم؛ أي: صارت قراءته كالعجمية؛ لاختلاط حروف النائم وعدم بيانها، والله أعلم. انتهى من "المفهم". وفي "الصحاح": استعجم عليه الكلام؛ أي: استبهم. انتهى، وفي "النهاية": "استعجم عليه القرآن" أي: أُرْتِجَ عليه واختلط فلم يقدر أن يقرأ كأنه صار به عُجْمَةٌ. انتهى، قوله: "فليضطجع" وهو بمعنى الحديث الأول؛ لئلا يغير كلام الله تعالى ويُبدلَهُ، وهو من هذا أشد من الأول. انتهى من "الأبي".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب صلاة المسافرين، باب أمر من نعس في صلاته أو استحجم عليه القرآن أو الذكر أن يرقد أو يقعد حتى يذهب عنه ذلك، وأبو داوود في كتاب الصلاة، باب النعاس في الصلاة، والنسائي في كتاب الغُسل والتيمم، باب الأمر بالوضوء من نوم.

<<  <  ج: ص:  >  >>