للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ؛ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ هَذَا الْأَمْرَ -فَيُسَمِّيهِ مَا كَانَ مِنْ شَيْءٍ- خَيْرًا لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، أَوْ خَيْرًا لِي فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ .. فَاقْدُرْهُ لِي

===

تعلقت به إرادتك، (ولا أقدر) أنا على شيء إلا بقدرتك وحولك وقوتك، (وتعلم) بالعلم المحيط بجميع الأشياء خيرها وشرها، (ولا أعلم) أنا شيئًا منها إلا بإعلامك وإلهامك، (وأنت علام الغيوب، اللهم؛ إن كنت تعلم) أي: إن كان في علمك (هذا الأمر) أي: الذي يريده (فيسميه) أي: يسمي ذلك الأمر الذي يريده وينطق بحاجته ويتكلم بمراده (ما كان من شيء) يريده بعينه؛ أي: بعين ذلك الأمر الذي يريده المستخير، وهذه الجملة صفة قوله هذا الأمر، وقوله: "يسميه بعينه" جملة مستأنفة.

(خيرًا لي) أي: إن كنت تعلم أن هذا الأمر الذي عزمت عليه أصلح لي (في ديني) أي: فيما يتعلق بديني أولًا وآخرًا، (ومعاشي) في "الصحاح": العيش الحياة، وقد عاش الرجل معاشًا ومعيشًا، وكل منهما يصلح أن يكون مصدرًا وأن يكون اسمًا مثل معاب ومعيب، ولفظ الطبراني في "الأوسط" من حديث ابن مسعود: (في ديني ودنياي)، وعنده في "الكبير" عن أبي أيوب: (في دنياي وآخرتي).

(وعاقبة أمري) الظاهر أنه بدل من قوله: "ديني"، (أو) قال: (خيرًا لي في عاجل أمري وآجله) شك من الراوي .. (فاقدره لي) بضم الدال وكسرها أي: اجعله مقدورًا لي أو هيئه لي ونجزه لي، قال في "النهاية": القدر عبارة عما قضاه الله وحكم به من الأمر، وهو مصدر قدر يَقْدرُ قَدَرًا وقد تُسكَّن دالُه، ومنه ليلة القدر التي تُقدر فيها الأرزاقُ وتُقضى، ومنه حديث الاستخارة فاقدره لي، قال مِيركُ: روي بضم الدال وكسرها، ومعناه: أَدْخِلْهُ تحت قدرتي، ويكون

<<  <  ج: ص:  >  >>