للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَيَسِّرْهُ لِي وَبَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ يَقُولُ مِثْلَ مَا قَالَ فِي الْمَرَّةِ الْأُولَى وَإِنْ كَانَ شَرًّا لِي .. فَأصْرِفْهُ عَنِّي وَأصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِيَ الْخَيْرَ حَيْثُمَا كَانَ ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ".

===

قوله: (ويسره لي) طلب التيسير بعد التقدير، وقيل: المراد من التقدير التيسير، ويكون قوله: (ويَسِّرْه لي) عطفًا تفسيريًا.

(وبارك لي فيه) أي: أَكْثِرْ الخيرَ والبركةَ فيما أَقْدَرْتَنِي عليه ويَسَّرْته لي (وإن كنت تعلمُ يقول مثلَ ما قال في المرة الأولى) من قوله: في ديني ومعاشي ومعادي وعاقبة أمري؛ أي: (وإن كان شرًّا لي) في ديني ودنياي ومعادي وعاقبة أمري .. (فَاصرِفْه عني) أي: لا تقدرني عليه، (واصرفني عنه) أي: اصرف خاطري عنه حتى لا يكون سبب اشتغال البال، (وَاقْدُر لي الخيرَ) أي: يَسِّره على واجعله مقدورًا لفعلي (حيثما كان) أي: في أي زمان كان فيه ذلك الخير أو مكانٍ، (ثم رَضِّني به) أي: بذلك الخير، من الترضية؛ وهو جعل الشخص راضيًا به، وأَرْضَيْتُ ورَضَّيْتَ بالتشديد بمعنىً واحد، وفي رواية النسائي: (بقضائك) قال ابن الملك: أي: اجعلني راضيًا بخيرك المقدور؛ لأنه ربما قدر له ما هو خير له فرآه شرًّا.

وفي الحديث استحباب صلاة الاستخارة والدعاء المأثور في الأمور التي لا يدري العبدُ وَجْهَ الصواب فيها، أما ما هو معروف خيره؛ كالعبادات، وصنائع المعروف .. فلا حاجة للاستخارة فيها، قال النووي: إذا استخار .. مضى بعدها لما شرح له صدره. انتهى.

وهل يستحب تكرار الصلاة والدعاء في الأمر الواحد إذا لم يظهر له وجه الصوابِ في الفعل أو الترك مما لم ينشرح له صدره؛ قال العراقي: الظاهر الاستحباب، وقد ورد تكرار الاستخارة في حديث رواه ابن السني من حديث

<<  <  ج: ص:  >  >>