للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ، وَالْغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ برٍّ، وَالسَّلَامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، أَسْأَلُكَ أَلَّا تَدَعَ لِي ذَنْبًا إِلَّا غَفَرْتَهُ، وَلَا هَمًّا إِلَّا فَرَّجْتَهُ، وَلَا حَاجَةً هِيَ لَكَ رِضًا إِلَّا قَضَيْتَهَا لِي، ثُمَّ يَسْأَلُ اللهَ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ مَا شَاءَ؛ فَإِنَّهُ يُقَدَّرُ".

===

انتهى "سندي قال الطيبي: جمع موجبة؛ وهي الكلمة الموجبة لقائلها الجنة، وقال ابن الملك: يعني: الأفعال والأقوال والصفات التي تحصل رحمتك بسببها، (وعزائم مغفرتك) جمع عزيمة؛ أي: موجباتها، وقال الطيبي: أي: أعمالا تتعزم وتتأكد بها مغفرتك.

(والغنيمة من كل بِر) بكسر الباء أي: الفوز من كل خير، قال القاري: أي: من كل طاعة وعبادة؛ فإنه غنيمة مأخوذة بغلبة دواعي عَسْكَر الروح على جند النفس؛ فإن الحرب قائم بينهما على الدوام، ولهذا يسمى الجهاد الأكبر؛ لأنَّ أَعْدَى عدوِّك نَفْسُكَ التي بين جنبيك. انتهى "التحفة(والسلامةَ من كل إثم) أي: العصمةَ من كل إثم، قال العراقي: فيه جواز سؤال العصمة من كل الذنوب، وقد أنكر بعضُهم جوازَ ذلك؛ إذ العصمة إنما هي للأنبياء والملائكةِ، قال: والجواب أنها في حق الأنبياء والملائكة واجبةٌ وفي حق غيرهم جائزة، وسؤال الجائز جائز، إلا أنَّ الأدَبَ سُؤالُ الحِفظِ في حقِّنا لا العصمةِ، وقد يكون هذا هو المراد هنا انتهى. انتهى من "تحفة الأحوذي".

(أسألك) اللهم (ألا تدع) ولا تترك (لي ذنبًا إلا غفرته) أي: إلا موصوفًا بوصف الغفران، فالاستثناء فيه وفيما بعده مفرغ من أعم الأحوال، (ولا) تدع لي (همًا إلا فرجته) بالتشديد ويخفف أي: أزلته وكشفته، (ولا) تدع لي (حاجة هي لك) فيها (رضًا) أي: هي مرضية لك (إلا قضيتها) وأتممتها (لي، ثم يسأل الله) تعالى (من أمر الدنيا والآخرة) أي: من حوائجهما (ما شاء؛ فإنه) أي: فإن ذلك الأمر (يُقدَّر) بالبناء للمفعول؛ أي: يُقضى ويُتم.

<<  <  ج: ص:  >  >>