ويحتمل أن تكون الهاء للسكت، قال الطيبي: أسند النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء إلى نفسه، وكذا طلب الرجل أن يدعو هو صلى الله عليه وسلم، ثم أمره صلى الله عليه وسلم أن يدعو هو؛ أي: الرجل، كأنه صلى الله عليه وسلم لم يرض منه اختياره الدعاء؛ لما قال:"الصبر خير لك"، لكن في جعله شفيعًا له ووسيلة في استجابة الدعاء ما يفهم أنه صلى الله عليه وسلم شريك فيه.
قال الراوي:(فأمره) أي: فأمر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الرجل (أن يتوضأ فيُحسن وضوءه) باستكمال آدابه وسننه وأركانه، (ويصلي) الرجل (ركعتين ويدعو) الله تعالى (بهذا الدعاء) المذكور فيما بعد؛ وهو قوله:(اللهم؛ إني أسألك) أي: أطلب منك مقصودي حذف المفعول لقصد العموم (وأتوجه إليك) أي: أتوسل إليك (بمحمد) صلى الله عليه وسلم (نبي الرحمة) أي: المبعوث رحمة للعالمين (يا محمد؛ إني قد توجهت) أي: تشفعت (بك إلى ربي في) قضاء (حاجتي هذه) التي هي شفاء بصري (لتُقضى) بصيغة المجهول؛ أي: لتقضى لي حاجتي بشفاعتك (اللهم؛ شفعه فيَّ) أي: فاقبل شفاعته في حقي.
وفيه أن الشفيع بمنزلة شفاعته. انتهى "سندي"، وأخرجه النسائي، وزاد في آخر:(فرجع وقد كشف الله عن بصره).
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب الدعوات، باب (حدثنا محمود بن غيلان)، ثم قال: هذا حديث حسن صحيح غريب، لا