(غُفر له ذنبه، فقال) أبو أيوب الأنصاري لعاصم بن سفيان: (يا بن أخي) يعني: أخوة الدين.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
هل (أدلك على) أمر (أيسر) وأسهل (من ذلك) الذي ذكرته؛ أي: من الصلاة في المساجد الأربعة؛ وذلك الأيسر (أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من توضأ) وضوءًا كاملًا، (كما أمر) به من استكمال فرائضه وآدابه، (وصلى) بذلك الوضوء (كما أمر) باستكمال فرائضها وسننها .. (غُفر له ما تقدم من عمل) سيئ وذنب أيًا كان، ثم قال أبو أيوب لعقبة بن عامر؛ استشهادًا له على ما حدث:(أكذلك يا عقبة؟ ) قال: أي: هل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما قلته وحدثته يا عقبة؟ (قال) عقبة: (نعم) قال رسول الله كذلك مثل ما قلته.
قال السندي: قوله: "كما أمر" ظاهره الأمر وجوبًا، فيكفي في هذا الاقتصار على الواجبات، ويحتمل أن المراد مطلق الطلب الشامل للواجب والمندوب، فلا بد في العمل بهذا من الإتيان بالمندوب.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: النسائي؛ أخرجه في كتاب الطهارة، باب ثواب من توضأ كما أمر.
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستشهاد به لما قبله، والله سبحانه وتعالى أعلم.