(أخبره) أي: أخبر لصالح بن عبد الله، (قال) عامر: (سمعت أبان بن عثمان) بن عفان الأموي أبا سعيد المدني، ثقة، من الثالثة، مات سنة خمس ومئة (١٠٥ هـ). يروي عنه:(م عم).
(يقول) أبان: (قال) والدي (عثمان) بن عفان رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من ثمانياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أرأيت) أي: أخبرني أيها المخاطب (لو كان بفناء) وساحة دار (أحدكم) وبقربها (نهر يجري) أي: يسيل ماء (يغتسل فيه) أي: في ذلك الماء (كل يوم خمس مرات، ما كان) وكلمة ما استفهامية؛ أي: هل كان ذلك الماء (يبقي) ويترك (من درنه؟ ! ) أي: من وسخ ذلك الأحد من شيء لا قليل ولا كثير، والاستفهام إنكاري بمعنى النفي؛ أي: ما يبقي شيئًا من الدرن والوسخ، أو ما كان درنه يبقى عليه قليله ولا كثيره.
(قال) عثمان: (لا شيء) من درنه يبقى عليه، (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فإن الصلاة) الخمس المفروضة (تذهب) وتمحو (الذنوب) كلها؛ فإن الظاهر العموم، (كما يذهب) ويزيل (الماء الدرن) أي: الوسخ.
قال السندي: الفناء -بكسر الفاء والمد-: ما قرب من الدار من المكان الفاضي، والدرن -بفتحتين-: الوسخ، قوله:"فإن الصلاة تذهب الذنوب" خصها العلماء بالصغائر، ولا يخفى أنه بحسب الظاهر لا يناسب التشبيه بالماء