للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

في إزالة الدرن؛ إذ ماء النهر المذكور لا يبقي من الدرن شيئًا أصلًا، وعلى تقدير أن يبقى فإبقاء القليل والصغير أقرب من إبقاء الكثير والكبير، فاعتبار بقاء الكبير وارتفاع الصغير قلب لما هو المعقول نظرًا إلى التشبيه، فلعل ما ذكروا من التخصيص مبني على أن للصغائر تأثيرًا في درن الظاهر فقط، كما يدل عليه ما ورد من خروج الصغائر عن الأعضاء عند التوضؤ بالماء، بخلاف الكبائر؛ فإن لها تأثيرًا في درن الباطن، كما جاء: أن العبد إذا ارتكب المعصية .. تحصل في قلبه نقطة سوداء ونحو ذلك، وقد قال تعالى: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (١)، وقد عُلم أن أشد الكبائر يذهبها التوبة؛ التي هي ندامة بالقلب، فكما أن الغُسل إنما يذهب بدرن الظاهر دون الباطن .. فكذلك الصلاة تُكَفِّر.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن رواه أبو يعلى الموصلي في "مسنده"، فقال: حدثنا أبو خيثمة، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، فذكره بإسناده ومتنه، وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه الشيخان والترمذي والنسائي، ورواه النسائي في "الصغرى والكبرى"، والحاكم في "المستدرك" من طريق سعد بن أبي وقاص، قال الترمذي: وفي الباب عن جابر وأنس وحنظلة الأسدي.

فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده، ولأن له شواهد كما بيناه، وغرضه: الاستشهاد به.

* * *

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثالثًا لحديث أبي بكر بحديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنهما، فقال:


(١) سورة المطففين: (٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>