للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

وتفسير الآية: {وَأَقِمِ} أنت يا محمد وأُمتك {الصَّلَاةَ} المفروضة في {طَرَفَيِ النَّهَارِ} أي: في جانبيه؛ يعني: في أوله وفي آخره؛ وهما الغداة والعشي، كما فسره به الثعلبي، وروي عن ابن عباس أنه فسرهما: بصلاة الفجر وصلاة المغرب، وفسره الضحاك: بالفجر والعصر، ومقاتل: بالفجر والظهر، كما في "عمدة القاري"، {وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ} أي: في ساعات من الليل، والزُّلَفُ -بضم الزاي وفتح اللام- جمع زُلْفَةٍ -بضم الزاي وسكون اللام- كغرف وغرفة؛ وهي ساعة من أول الليل المتصل بالنهار وفيها المغرب، وساعة من آخر الليل المتصل بالنهار وفيها العشاء.

{إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} يعني: أن الحسنات تكون كفارة للصغائر؛ فإن ارتكب الإنسان صغيرة .. فإن الحسنات التي يأتي بها بعدها تكفر هذه الصغيرة، ولا يتعدى هذا الحكم إلى الكبائر؛ لما تقرر في موضعه أن الحسنات إنما تكفر الصغائر دون الكبائر؛ لقوله تعالى: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} (١) قال النووي: قوله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} (٢)، اختلف العلماء في المراد بالحسنات هنا: فنقل الثعلبي أن أكثر المفسرين على أنها الصلوات الخمس، واختاره ابن جرير وغيره من الأئمة، وقال مجاهد: هي قول العبد: (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر)، ويحتمل أن المراد بالحسنات هنا: الحسنات مطلقًا. انتهى منه.

أقول: ويؤيد الوجه الأول ما رواه أبو نعيم في "الحلية" عن أنس: (الصلوات كفارة لما بينهن ... ) الحديث.


(١) سورة النساء: (٣١).
(٢) سورة هود: (١١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>