الذي عهده في الدنيا على لسان نبيه بإدخاله الجنة، وإلا .. فالجعل قد تحقق على ألسنة رسله، والعهد هو الوعد المؤكد بإحدى المؤكدات المذكورة في علم البلاغة.
قوله:"أن يدخله" أي: بأن يدخله من الإدخال، والمراد الإدخال أولًا، وإلا .. فمطلق الإدخال يكفي فيه مجرد الإيمان، وهذا يقتضي أن المحافظ على الصلوات يوفق للصالحات بحيث يدخله الجنة ابتداء "استخفافًا بحقهن" أي: لقلة الاهتمام والاعتناء بها، والحديث يدل على أن تارك الصلاة مؤمن .. "عذبه" أي: بقدر ذنوبه. انتهى "سندي".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الصلاة، أبواب الوتر، باب في المحافظة على وقت الصلوات، في باب من لم يوتر، والنسائي في كتاب الصلاة، باب المحافظة على الصلوات الخمس.
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ثم اسشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثالثًا لحديث أنس الأول بحديث آخر له رضي الله عنه، فقال:
(١٤٥) -١٣٧٥ - (٤)(حدثنا عيسى بن حماد) بن مسلم التجيبي (المصري) أبو موسى الأنصاري، لقبه زُغْبَةُ -بضم الزاي وسكون المعجمة بعدها موحدة- وهو لقب أبيه أيضًا، ثقة، من العاشرة، مات سنة ثمان وأربعين ومئتين (٢٤٨ هـ)، وقد جاوز التسعين، وهو آخر من حدَّث عن الليث من الثقات. يروي عنه:(م د س ق).