مفعولة (في مسجدي هذا) الذي أُسس على التقوى (أفضل) أي: أكثر أجرًا (من ألف صلاة فيما سواه) أي: فيما سوى مسجدي هذا من سائر المساجد (إلا المسجد الحرام) أي: إلا المسجد المحرم؛ أي: المعظم؛ لكونه حريم الكعبة فهو صفة للمسجد؛ لأنه مصدر بمعنى اسم مفعول، كالكتاب بمعنى المكتوب، وتمام الحديث: "وصلاة في المسجد الحرام أفضل من ألف صلاة في مسجدي هذا" لاختصاصه بمزيد الثسك، وبكونه قبلة لجميع المسجد ولسائر بقاع الأرض.
وقوله: "صلاة" التنكير فيه للوحدة؟ أي: صلاة واحدة، قال ابن الملك: وهذا عام للفرض والنفل، وقولهم: إن النكرة في سياق الإثبات لا تعم قاعدة أغلبية، وحديث: "أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة" مخصوص بغير المساجد الثلاثة؛ لأن المساجد الثلاثة إذا كان لها فضل على سائر المساجد فأفضليتها على سائر المواضع من باب أولى، وقيل: كون صلاة البيت أفضل من صلاة المسجد مخصوص بما إذا لم يكن له عذر؛ كأن كان يريد الطواف، ثم الصلاة، أو كان مُتَشوِّشًا في البيت، أو خاف من الغفلة، وإلا .. فلا خلاف في كون صلاة المسجد أفضل من صلاة البيت.
وقوله: "صلاةٌ في مسجدي هذا" أي: الذي أنَا بَنَيْتُهُ، قال النووي: ينبغي أن يَحْرِص المصلِّي على الصلاة في الموضع الذي كان في زمانه صلى الله عليه وسلم دون ما زيد فيه بعده؛ لأن التضعيفَ إنما ورَدَ في مسجده، وقد أكَّده بقوله هذا، ووافقه السبكي وغيره على الاختصاص بذلك الموضع، واعترضه ابن تيمية والمحب الطبري بأن المضاعفة لا