للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ أَفْتِنَا فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ قَالَ: "أَرْضُ الْمَحْشَرِ وَالْمَنْشَرِ، ائْتُوهُ فَصَلُّوا فِيهِ؛ فَإِنَّ صَلَاةً فِيهِ كَأَلْفِ صَلَاةٍ فِي غَيْرِهِ"، قُلْتُ: أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أَتَحَمَّلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: "فَتُهْدِي لَهُ زَيْتًا يُسْرَجُ فِيهِ؛ فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ .. فَهُوَ كَمَنْ أَتَاهُ".

===

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(قالت) ميمونة: (قلت: يا رسول الله؛ أفتنا) أي أجب سؤالنا واستفتاءنا (في) شأن (بيت المقدس) هل لها فضيلة على غيرها من بقاع الأرض؟ وهل يجوز زيارتها بعد نسخ الاستقبال إليها؟ فـ (قال) لها رسول الله صلى الله عليه وسلم في جواب استفتائها: هي (أرض المحشر) أي: أرض يُحشر ويساق إليها النَّاسُ عند قرب القيامة، (و) أرض (المنشر) أي: أرض يجمع فيها الخلائق عند البعث من القبور، (ائتوه) أي: زوروه واذهبوا إليه (فصلوا فيه) أي: فصلوا في مسجد بيت المقدس؛ فإنه مُصلى الأنبياء والمرسلين ومسجدهم؛ (فإن صلاة) واحدة (فيه) أي؛ في مسجد بيت المقدس (كألف صلاة في غيره) من سائر المساجد في الأجر إلا مسجدي هذا والمسجد الحرام.

قالت ميمونة: (قلت) لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (أرأيت) أي: أخبرني يا رسول الله ماذا أفعل (إن لم أستطع) ولم أقدر (أن أتحمل) وأرتحل وأسافر (إليه؟ ) أي: إلى مسجد بيت المقدس؛ لفقد الزاد والراحلة، (قال) لها النبي صلى الله عليه وسلم: (فـ) إن لم تستطيعي أن ترتحلي إليه (تُهدي له) وترسلي (زيتًا يُسْرَجُ) ويوقد ويستصبح (فيه) أي: في مسجده، والزيت هو دُهن الزيتون؛ (فمن فعل ذلك) الإهداء له؛ أي: إهداء الزيت له .. (فهو) أي: فذلك المهدِي له زيتًا (كمن أتاه) وجاءه وزاره في الأجر.

<<  <  ج: ص:  >  >>