يجوز في هذه الجملة أربعة أوجه من الإعراب، كما بيناها في "نزهة الألباب".
(فأخذ) أي: أمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم (بيد علي) بن أبي طالب، (فقال) النبي صلى الله عليه وسلم لمن عنده: (ألستُ) بهمزة الاستفهام التقريري (أولى) وأحق (بـ) ولاية أمور (المؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى) أي: أنت أولى بهم من أنفسهم؛ لأن بلى يجاب بها لنفي النفي، فيكون إثباتًا، (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألست أولى) وأحق (بـ) أمر (كل مؤمن) ومؤمنة (من نفسه؟ قالوا) أي: قال الحاضرون: (بلى) أي: أنت أولى بكل مؤمن من نفسه.
(قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فهذا) الرجل الحاضر الذي أمسكت بيده وهو علي بن أبي طالب (ولي من أنا مولاه) أي: محبوب من أنا محبوبه، وناصر من أنا ناصره، وهو كل مؤمن (اللهم؛ والِ) أي: أحب وانصر (من والاه) أي: من أحبه ونصره، (اللهم؛ عاد) أي: أبغض واخذل (من عاداه) أي: من أبغضه وخذله.
وفي "السندي": قيل: سبب هذا الحديث أن عليًّا تكلم فيه بعض من كان معه في اليمن حين بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الدعاء أن يحبب إليهم.
قلت: ففي "جامع الترمذي": عن البراء بن عازب: بعث النبي صلى الله عليه وسلم جيشين للجهاد، وأمَّر على أحدهما عليًّا وعلى الآخر خالد بن