للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إِذَا أَتَيْتَ أَهْلَ مِصْرِكَ .. فَأَخْبِرْهُمْ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .. الصَّلَاةُ الْمَكْتُوبَةُ؛ فَإِنْ أَتَمَّهَا وَإِلَّا .. قِيلَ: انْظُرُوا هَلْ لَهُ مِنْ تَطَوُّعٍ؛ فَإِنْ كَانَ لَهُ تَطَوُّعٌ .. أُكْمِلَتِ الْفَرِيضَةُ مِنْ تَطَوُّعِهِ،

===

(إذا أتيت) وجئت (أهل مصرك) وبلدك ورجعت إليهم؛ يعني: البصرة؛ لأن أنس بن حكيم خاف من أمير البصرة زياد، وأتى المدينة فلقي أبا هريرة، كما في رواية أبي داوود .. (فأخبرهم أني) يعني: أبو هريرة نفسه (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أول ما يحاسب به) ويُناقش عليه (العبد المسلم) وتقييده بالمسلم لعله للاحتراز عن الكافر؛ فإنه يحاسب أولًا بالإيمان.

نعم؛ هذه الأولية في حقوق الله تعالى، فلا يشكل بما جاء أنه يبدأ بالدماء؛ فإن ذلك في المظالم وحقوق العباد، كما سيأتي انتهى "سندي".

(يوم القيامة .. الصلاة المكتوبة) أي: المفروضة؛ (فإن أتمها) أي: أتم المكتوبة بشرائطها وفرائضها وآدابها؛ أي: أدَّاها تامة صحيحة .. كُتبت له تامة، كما في رواية أبي داوود، (وإلا) أي: وإن لم يؤدها تامةً صحيحة بأن أداها ناقصة .. (قيل) للملائكة؛ أي: قال الله لملائكته: (انظروا) إلى أعمال عبدي (هل له) صلاة (من تطوع) ونفل؟ (فإن كان له تطوع) ونفل من صلاة .. (أكملت الفريضة) أي: أكمل ما نقص من الفريضة (من) ثواب (تطوعه) جبرًا للفريضة.

قال العراقي في "شرح الترمذي": هذا الذي ورد من إكمال ما ينقص العبد من الفريضة بما له من التطوع يحتمل أن يراد به ما انتقص من السنن والهيئات المشروعة المرغب فيها من الخشوع والأذكار والأدعية، وأنه يحصل له ثواب

<<  <  ج: ص:  >  >>