المريض أو الميت) للتنويع لا للشك، كما في "الكوكب" .. (فقولوا) أيها الحاضرون عندهما قولًا (خيرًا) لهما؛ من الدعاء للمريض بالعافية، وللميت بالمغفرة، ولصاحب المصيبة بِإعْقَابِ من هو خير منه، إن كان يُتوقع حصول مِثْلِ المفقود، وإلا .. فباللُّطفِ به والتخفيفِ عنه. قال القرطبي: وهذا أمر تأديب وتعليم بما يقال عند الميت أو المريض، وإخبار بتأمين الملائكة على دعاء مَنْ هناك، ومِنْ هنا استحَبَّ علماؤُنا أن يحضر الميتَ الصالحون وأهلُ الخير حال موته؛ ليُذكِّرُوه ويدعوا له ولمن يخلفه، ويقولوا خيرًا، فيجتمع دعاؤهم وتأمين الملائكة، فينتفع بذلك الميت ومن يُصاب به ومَنْ يَخْلُفُه، كما قال:(فإن الملائكة يؤَمِّنون على ما تقولون) فيُستجاب لكم.
قالت أم سلمة:(فلما مات) زوجي (أبو سلمة) عبد الله بن عبد الأسد المخزومي رضي الله تعالى عنه (أتيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .. فقلت) له: (يا رسول الله؛ إن أبا سلمة قد مات)، ق (قال) لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (قولي) يا أم سلمة: (اللهم؛ اغفر لي وله، وأَعْقِبْنِي منه) أي: وأَبْدِل لي منه (عُقْبَى حسنةً) أي: بدلًا صالحًا.
قوله: "وأعقبني" من الإعقاب؛ أي: أبدلني وعوضني منه؛ أي: في مقابلته عُقبى حسنة بوزن بُشرى؛ أي: بدلًا صالحًا.
(قالت) أم سلمة: (ففعلت) أي: فقلت، كما في رواية مسلم؛ أي: فقلت