من أولاد الصحابة، وله رؤية، مات سنة بضع وثمانين (٨٣ هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أم سلمة) رضي الله تعالى عنها.
وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأنَّ رجاله ثقات أثبات.
(قالت) أم سلمة: (دخل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على) زوجي (أبي سلمة) عبد الله بن عبد الأسد المخزومي رضي الله عنه، (و) الحال أنه (قد شق بصره) وانفتح، بفتحِ الشين ورفعِ بصره، وهو فاعلُ شَقَّ؛ أي: انفتح بصره وبقي مفتوحًا، هكذا ضبطناه، وهو المشهور، وضبط بعضهم بصره بالنصب، وهو صحيح أيضًا، والشين مفتوحة بلا خلاف، وقال ابن السكيت في "الإصلاح"، والجوهري في حكايةٍ عن ابن السكيت: يقال: شق بصر الميت، ولا تقل: شق الميت بصره؛ وهو الذي حضره الموت وصار ينظر إلى الشيء لا يرتد إليه طرفه.
(فأغمضه) أي: أغمض رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عينيه؛ لئلا يقبح منظره، وإغماض العين هو سد أجفانه وتغطيتها بعد موته، وهو سنةٌ عَمِلَ بها المسلمون كافةً، ومقصودُهُ تحسينُ وجه الميت وسَتْرُ تغيُّرِ بصرِه، (ثم) بعد تغميض عينيه (قال) رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إن الروح إذا قُبض) وأُخذ .. (تبعه البصر) معناه: إذا خرج الروح من الجسد يتبعه البصر ناظرًا أين يذهب، وفي الروح لغتان؛ التذكير والتأنيث، وهذا الحديث دليل للتذكير، وفيه دليل على أنَّ الروح أجسام متخللة في البدن، وتذهب الحياة من الجسدِ بذَهابها. انتهى "نووي".