قلت: وقال ابن سعد: له أحاديث، وقال علي بن المديني: ضعيف، وقال ابن الجوزي: ضرب ابن حنبل على حديثه عن علي: (أنا الصديق الأكبر)، وقال هو منكر، وقال ابن حزم: هو مجهول. انتهى من "تهذيب التهذيب"، وقال في "التقريب": عباد بن عبد الله الأسدي الكوفي ضعيف، من الثالثة. يروي عنه:(س ق).
(قال: قال علي) بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من سداسياته؛ رجاله أربعة منهم كوفيون، وواحد مدني، وواحد رازي، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه عباد بن عبد الله، فهو ضعيف منكر مجهول، كما مر آنفًا.
(أنا عبد الله) أي: أنا من عباد الله الذين أخلصوا عبادتهم لله تعالى ووُفقوا لها، وهذا من جملة المدح ومدح النفس لإظهار منته تعالى جائز، وإذا دعا إليه داع آخر شرعي .. جاز (وأخو رسوله صلى الله عليه وسلم) أي: ابن عمه (وأنا الصدّيق الأكبر) هو من صيغ المبالغة من الصدق، والصدّيق: هو من صدّق الحق بلا توقف، ولا يطلق عادة إلا علي من غلب عليه الصدق، فلذا سُمي أبو بكر صديقًا لمبادرته إلى تصديق الحق، قيل: كأن عليًّا أراد بقوله: أنا الصديق الأكبر أنه أسبق إيمانًا من أبي بكر أيضًا، وفي "الإصابة" في ترجمة علي: هو أول الناس إسلامًا في قول الكثير من أهل العلم.
(لا يقولها) أي: لا يقول كلمة: أنا الصدّيق الأكبر ولا يدعيها (بعدي إلا كذاب)، وأنا (صليت قبل) صلاة أحد من (الناس)، وأنا صليت السبع سنين) والظرفان متعلقان بصليت، كما قررناه، وفي "الترمذي" عن أنس بن