وهذا السند من خماسياته؛ رجاله ثلاثة منهم كوفيون، وواحد مكي، وواحد مدني، وحكمه: الصحة.
(قال) سعد بن أبي وقاص: (قدم معاوية) بن أبي سفيان من الشام إلى المدينة (في بعض حجاته) التي حج بها، (فدخل) سعد بن أبي وقاص، وفيه وفيما بعده التفات من التكلم إلى الغيبة (عليه سعد) أي: على معاوية بن أبي سفيان، وعنده ناس يتحدثون معه، (فذكروا) أي: ذكر الناس الذين كانوا عنده (علي) بن أبي طالب، (فنال) معاوية (منه) أي: من على ووقع فيه وسبه، بل أمر سعدًا بالسب له، كما روى في "مسلم" و"الترمذي"، ومنشأ ذلك البغض والسب له الأمور الدنيوية والمنازعة التي كانت بينهما، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والله يغفر لنا ويتجاوز عن سيئاتنا، ومقتضى حسن الظن بهم: أن يُحمل السب على التخطئة ونحوها مما يجوز بالنسبة إلى أهل الاجتهاد، لا اللَّعن وغيره.
(فغضب سعد) بن أبي وقاص على معاوية لمناولته وسبه عليًّا رضي الله عنه، (وقال) سعد لمعاوية: أ (تقول) يا معاوية (هذا) الكلام الفاحش الرجل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول) في شأنه وبيان منصبه عند النبي صلى الله عليه وسلم: (من كنت) أنا (مولاه) أي: وليه وناصره وهو كل مؤمن .. (فعلي) بن أبي طالب (مولاه) أي: وليه وناصره، (وسمعته) صلى الله عليه وسلم أيضًا (يقول) في شأنه وبيان منصبه: (أنت) يا علي (مني) منزلةً ومنصبًا (بمنزلة هارون من موسى) عليهما السلام (إلا أنه) أي: