للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ .. يَقُولُ: "اللَّهُمَّ؛ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا، وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا، وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا، وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا، اللَّهُمَّ؛ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا .. فَأَحْيهِ عَلَى الْإِسْلَامِ، وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا .. فَتَوَفَّهُ عَلَى الْإِيمَانِ، اللَّهُمَّ، لَا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ

===

(قال) أبو هريرة: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى على جنازة .. يقول) في الدعاء له: (اللهم؛ اغفر لحينا وميتنا، وشاهدنا) أي: حاضرنا (وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأُنثانا) قال الطيبي: المقصود من القرائن الأربع الشمول والاستيعاب، فلا يحمل على التخصيص نظرًا إلى مفردات التركيب؛ كأنه قيل: (اللهم؛ اغفر للمسلمين والمسلمات كلهم أجمعين) فهي من الكنايةِ الزُّبْدِيَّةِ، يدلُّ عليه جمعه في قوله: (اللهم؛ من أحييته ... ) إلى آخره، كذا قاله القاري. انتهى من "العون".

قوله: "وصغيرنا وكبيرنا" ها هنا إشكال؛ وهو أن الصغير غير مكلف لا ذنب له، فما معنى الاستغفار له؟ وذكروا في دفعه وجوهًا، فقيل: الاستغفار في حق الصغير لرفع الدرجات، وقيل: المراد بالصغير والكبير الشاب والشيخ، فلا إشكال، وقال التوربشتي: عن الطحاوي أنه سئل عن معنى الاستغفار للصبيان مع أنه لا ذنب لهم، فقال: معناه السؤال من الله أن يغفر له ما كتب في اللوح المحفوظ أن يفعله بعد البلوغ من الذنوب حتى إذا كان فعله .. كان مغفورًا، وإلا .. فالصغير غير مكلف، لا حاجة له إلى الاستغفار. انتهى من "التحفة".

(اللهم؛ من أحييته منا .. فأحيه على الإسلام) أي: على الاستسلام والانقياد للأوامر والنواهي، (ومن توفيته منا .. فتوفه على الإيمان) أي: على التصديق القلبي؛ إذ لا نافع حينئذ غيره، (اللهم؛ لا تحرمنا أجره) أي: أجر تجهيزه.

<<  <  ج: ص:  >  >>