(قال) الزبير: والله؛ (لقد جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم) في التفدية (أبويه يوم) غزوة (أحد) فقال: بأبي وأمي، كما هو مصرح في رواية الترمذي؛ أي: فداك أبي وأمي، أو أنت مفدي بهما، والمقصود به التشريف والتعظيم، وفيه جواز المدح في حضور الممدوح إذا كان أهلًا له. انتهى "سندي".
وعبارة "التحفة": وفي هذه التفدية تعظيم لقدره واعتداد بعمله واعتبار بأمره؛ وذلك لأن الإنسان لا يفدي إلا من يعظمه، فيبذل نفسه أو أعز أهله له. انتهى.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب الزبير، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب الزبير، والترمذي في كتاب المناقب، باب مناقب الزبير.
فدرجته: أنه في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث جابر بحديث عائشة رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(١٢٢) - ١٢٢ - (٣)(حدثنا هشام بن عمار) بن نصير - مصغرًا - السلمي الدمشقي، صدوق مقرئ، من كبار العاشرة، مات سنة خمس وأربعين ومئتين (٢٤٥ هـ) على الصحيح. يروي عنه:(خ عم).
(وهدية) بفتح أوله وكسر ثانيه وتشديد التحتانية (بن عبد الوهاب) المروزي أبو صالح. روى عن: سفيان بن عيينة، ووكيع، والنضر بن شميل، وغيرهم. قال ابن أبي عاصم: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ويروي