للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مَا كُنْتُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ إِلَّا آذَنْتُمُونِي بِهِ؛ فَإِنَّ صَلَاتِي عَلَيْهِ لَهُ رَحْمَةٌ"، ثُمَّ أَتَى الْقَبْرَ فَصَفَفْنَا خَلْفَهُ فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا.

===

لقسم محذوف (ما) مصدرية ظرفية (كنت) فعل ناقص واسمه (بين أظهركم إلا آذنتموني به) ظرف ومضاف إليه متعلق بخبر كان، والظرف المفهوم من ما المصدرية متعلق بآذنتموني، والاستثناء فيه من أعم الأحوال، والمعنى: والله؛ لا أعرفن ولا أسمعن موت ميت منكم في حال من الأحوال إلا في حال إيذانكم إياي بموته مدة كوني حيًا بين أظهركم، فتدبر.

(فإن صلاتي عليه) أي: على من مات منكم (له رحمة) أي: رحمة كائنة له، (ثم أتى) النبي صلى الله عليه وسلم ذلك (القبر) الجديد، (فصففنا خلفه) أي: وراءه (فكبر عليه أربعًا) أي: صلى عليه صلاة الجنازة بتكبيره الأربع.

قال السندي: قوله: (كنت قائلًا) من القيلولة؛ وهي الاستراحة في نصف النهار، (لا أعرفن) أي: هذا الفعل منكم؛ يريد تأكيد النهي عن العود إلى مثله؛ أي: إنكم إن فعلتم هذا .. فقد عرفت منكم، والحال أنه لا ينبغي لكم أن أعرف منكم مثله، وفي بعض النسخ: (لأعرفن) أي: لأعرفن ما قلتم حق، لكن لا تفعلوا فيما بعد بسببه مثل ما فعلتم الآن.

قوله: "ما كنت بين أظهركم" أي: ما دمت حيًا؛ فإن صلاتي عليه رحمة، أَخَذَ مِنْ هذا الخصوص مَنْ لا يقول بالصلاة على القبر. انتهى منه.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: النسائي في كتاب الجنائز، باب الصلاة على القبر.

فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستشهاد به.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>