للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ الشَّعْبيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَاتَ رَجُلٌ وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ، فَدَفَنُوهُ بِاللَّيْلِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ .. أَعْلَمُوهُ فَقَالَ: "مَا مَنَعَكُمْ أَنْ تُعْلِمُونِي"، قَالُوا: كَانَ اللَّيْلُ وَكَانَتِ الظُّلْمَةُ، فَكَرِهْنَا أَنْ نَشُقَّ عَلَيْكَ، فَأَتَى قَبْرَهُ فَصلَّى عَلَيْهِ.

===

(عن أبي إسحاق الشيباني) سليمان بن أبي سليمان فيروز الكوفي، ثقة، من الخامسة، مات في حدود الأربعين ومئة (١٤٠ هـ). يروي عنه: (ع).

(عن الشعبي) عامر بن شراحيل الحميري أبي عمرو الكوفي، ثقة فقيه مشهور، من الثالثة، قال مكحول: ما رأيت أفقه منه، مات بعد المئة، وله نحو من ثمانين. يروي عنه: (ع).

(عن ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(قال) ابن عباس: (مات رجل) من أصحابه صلى الله عليه وسلم، ولم أر من ذكر اسمه، (وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوده) أي: يعود ذلك الرجل ويزوره من مرضه، (فـ) مات ذلك الرجل و (دفنوه بالليل) أي: في الليل، (فلما أصبح) أي: دخل النبي صلى الله عليه وسلم في الصباح .. (أعلموه) صلى الله عليه وسلم وأخبروه بموته، (فقال) النبي صلى الله عليه وسلم: (ما منعكم) أي: أيُّ شيء منعكم (أن تعلموني) بموته قبل دفنه؟

(قالوا: كان الليل) أي: وجد ودخل فكان تامة، (وكانت الظلمة) أي: حصلت ظلمة الليل، فكان تامة أيضًا، (فكرهنا) أي: استحيينا من (أن نشق) أي: ندخل المشقة والتعب (عليك) بإخراجك من منزلك للدفن، (فأتى) النبي صلى الله عليه وسلم (قبره) أي: قبر ذلك الرجل، (فصلى عليه) أي: على قبره مع من معه من الصحابة.

<<  <  ج: ص:  >  >>