يقضي) أي: يموت، والمراد: أنه كان قريبًا إلى الموت؛ وهي زينب في ابنها علي بن أبي العاص بن الربيع، أو في ابنتها أمامة بنت أبي العاص، أو هي رقية في ابنها عبد الله بن عثمان بن عفان، أو هي فاطمة في ابنها محسن بن علي بن أبي طالب، والله أعلم، وفي كل من هذه الأقوال إشكال مذكور في شروح "البخاري" لا نطيل الكلام به، وجمع البرماوي بين ذلك باحتمال تعدد الواقعة في بنت واحدة أو ابنتين؛ أرسلت زينب في على أو أمامة، أو رقية في عبد الله بن عثمان، أو فاطمة في ابنها محسن بن علي، والله أعلم.
(فأرسلت) تلك البنت (إليه) صلى الله عليه وسلم حالة كونها طالبة (أن يأتيها) ويحضرها، (فأرسل إليها) رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولًا يقول لها: (إن لله ما أخذ، وله ما أعطى) أي: إن الذي أراد أن يأخذه هو الذي كان أعطاه؛ فإن أخذه أخذ ما هو له، وقدم الأخذ على الإعطاء وإن كان متأخرًا في الواقع؛ لأن المقام يقتضيه، ولفظ:(ما) في الموضعين مصدرية؛ أي: إن لله الأخذ والإعطاء، أو موصولة والعائد محذوف للدلالة على العموم، فيدخل فيه أخذ الولد وإعطاؤه وغيرهما. انتهى من "الإرشاد"، والمعنى: إن لله ما أخذ، فلا حيلة إلا الصبر. انتهى "سندي".
والحاصل: أن ما وهبه لكم ليس خارجًا عن ملكه، بل سبحانه وتعالى يفعل فيه ما يشاء، والمقصود: الحث على الصبر، والتسليم لقضاء الله تعالى وتقديره، والمعنى: إن الذي أخذ منكم كان له لا لكم، فلم يأخذ إلا ما هو له، فينبغي ألا تجزعوا، كما لا يجزع من استردت منه وديعة أو عارية.
(وكل شيء) كائن من الكائنات مقدر مؤجل (عنده) تعالى (إلى أجل