قبله، قال السندي:"يعذب ببكاء الحي" المراد: قبيلته وأهله، ويحتمل أن المراد بالحي: ما يقابل الميت، (وا عضداه) أي: قُوَّتاهُ؛ يعني: أنه الذي يتقوى به على الأعداء ويُنْصَر به عليهم، قوله:"يتعتع" بالبناء للمفعول؛ من تَعْتَعْتُ الرجلَ؛ إذا عَنَّفْته وأَقْلَقْته، والعنف: هو الأخذُ بمجامع الشيء وجرُّهُ بقهرٍ. انتهى منه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي، والنسائي بعضه من حديث عائشة، وأصله في "الصحيحين" من حديث عمر بن الخطاب، أخرجه الترمذي في كتاب الجنائز، باب ما جاء في كراهية البكاء على الميت، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب، قال الحافظ في "التلخيص": ورواه الحاكم وصححه، وشاهده في "الصحيح" عن النعمان بن بشير قال: أغمي على عبد الله بن رواحة، فجعلت أخته تبكي وتقول: وا جبلاه، وا كذا، وا كذا، فلما أفاق .. قال: ما قلت شيئًا .. إلَّا قيل لي: أنت كذا؟ فلما مات .. لَمْ تبك عليه. انتهى من "تحفة الأحوذي".
فدرجة الحديث: أنه صحيح؛ كما صححه الحاكم وإن كان سنده حسنًا؛ لأن له شاهدًا، وغرضه: الاستشهاد به لحديث عمر.
(قال أسيد) بن أبي أسيد بالسند السابق: (فقلت) أنا حين أخبرني هذا الحديثَ موسى بن أبي موسى: (سبحان الله! ) أي: تنزيهًا لله تعالى؛ تعجبًا من هذا الحديث؛ أي: فكيف يصح هذا الحديث؛ فـ (إن الله) تعالى (يقول) في كتابه العزيز في سورة الأنعام: ({وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى})(١) أي: لا تحمل نفس آثمة إثم نفس أخرى، فهذا الحديث يعارض هذه الآية، فكيف يصح؟ !