للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: إِنَّمَا كَانَتْ يَهُودِيَّةٌ مَاتَتْ، فَسَمِعَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْكُونَ عَلَيْهَا قَالَ: "فَإِنَّ أَهْلَهَا يَبْكُونَ عَلَيْهَا، وَإِنَّهَا تُعَذَّبُ فِي قَبْرِهَا".

===

(عن عائشة) رضي الله تعالى عنها.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(قالت) عائشة: (إنما كلانت يهودية) من يهود المدينة (ماتت، فسمعهم) أي: فسمع أهلها (النبي صلى الله عليه وسلم يبكون عليها، قال) النبي صلى الله عليه وسلم: (فإن أهلها يبكون عليها، وإنها تعذب في قبرها) بشركها؛ أي: والحال أنَّها تعذب في قبرها بشركها لا ببكائهم؛ لأنه {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} (١)، قال السندي: قولها: إنما كانت يهودية ... إلى آخره، قالت ذلك عائشة حين بلغها حديث: "إن الميت يعذب ببكاء الحي عليه"، فأنكرت ذلك؛ لقوله تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}، وقالت: وما كان الحديث كذلك، وإنما كان الحديث على هذا الوجه؛ وهو: "إن يهودية ماتت ... " إلى آخره، ولا وجه لهذا الإنكار بعد صحة الحديث من وجوه كثيرة، ومجيئه عن الصحابة العديدة، وأما المعارضة المذكورة .. فقد عرفت دفعها، وورود هذا الكلام في اليهودية لا يمنع ورود ذلك الكلام، وهذا ظاهر، نعم، عائشة ما بلغها الحديث إلَّا عن عمر أو عن ابن عمر، فرأت أنه من سهوهما، والله أعلم. انتهى منه.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الجنائز، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "يعذب الميت ببكاء أهله عليه"، وأخرجه مسلم في "صحيحه" في كتاب الجنائز، باب يعذب الميت ببكاء أهله عليه عن عائشة.


(١) سورة الأنعام: (١٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>