حملها، ففيه: أن ذاك خير له لرفع الدرجات، وسكرات الموت: جمع سكرة - بسكون الكاف - وهي: شدة الموت، وقيل: ما يترتب عليه من الدهشة والحيرة الموجبة للغفلة، وقال القاضي في تفسير قوله تعالى:{وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ}(١): إن سكرته شدته الذاهبة بالعقل. انتهى، انتهى "تحفة الأحوذي".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب الجنائز، باب ما جاء في التشديد عند الموت، وقال: هذا حديث حسن غريب، ورواه أبو يعلى في "مسنده" بسند آخر، وقال: إسناده ضعيف؛ لأن فيه سويد بن سعيد ورشدين بن سعد.
فدرجة الحديث: أنه حسن؛ لكون سنده حسنًا، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استشهد المؤلف سادسًا لحديث عائشة الأول بحديث أنس رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(١٩١) - ١٥٩٦ - (٧)(حدثنا هشام بن عمار) بن نصير السلمي الدمشقي، صدوق مقرئ، من كبار العاشرة، مات سنة خمس وأربعين ومئتين (٢٤٥ هـ) على الصحيح. يروي عنه:(خ عم).
(حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري) أنه (سمع أنس بن مالك) رضي الله تعالى عنه (يقول) أي: أنس.
وهذا السند من رباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
أي: سمع الزهري أنس بن مالك يقول: (آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله