للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ: "الصَّلَاةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ"، فَمَا زَالَ يَقُولُهَا حَتَّى مَا يُفِيضُ بِهَا لِسَانُهُ.

===

(عن أم سلمة) رضي الله تعالى عنها.

وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الصحة، وقال البوصيري: هذا الإسناد صحيح على شرط الشيخين؛ فقد احتجا بجميع رواته.

(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في مرضه الذي توفي فيه): الزموا (الصلاة) أنتم (وما ملكت أيما نكم) أي: أيديكم؛ يعني: العبيد والإماء.

(فما زال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (يقولها) أي: يقول هذه الكلمة ويكررها (حتى) كانت هذه الكلمة (ما يفيض) ويموت (بها) أي: عليها (لسانه) يقال: فاض الرجل؛ إذا مات، وبابه باع، وفاضت نفسه: خرجت روحه، قاله أبو عبيدة، قال الأصمعي: ولا يقال: فاض الرجل، ولا فاضت نفسه، وإنما يفيض الدمع والماء. انتهى "مختار".

قال السندي: قوله "الصلاة": منصوب على الإغراء؛ أي: الزموا الصلاة، واهتموا بشأنها، ولا تغفلوا عنها، قوله: "وما ملكت أيمانكم" معطوف على الصلاة؛ أي: الزموا ما ملكت أيمانكم من الأموال؛ أي: أدوا زكاتها ولا تسامحوا، وهذا المعنى هو الموافق لقران الصلاة؛ فإن المتعارف في عرف الشرع قرانهما، ويحتمل أن يكون المعنى: وصيةً بالعبيد والإماء؛ أي: أدوا حقوقهم، وحَسِّنوا مَلْكَتَهُم؛ فإن المتبادر من لفظ: "ما ملكت أيمانكم" في عرف القرآن .. هم العبيد والإماء، قوله: (حتى ما يفيض بها لسانه) أي: كررها حتى ما يجري ولا يسيل بهذه الكلمة لسانه؛ أي: كررها حتى عجز لسانه وكسل عن نطقها؛

<<  <  ج: ص:  >  >>