للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه ومحبيه.

===

فقال: (وصلى الله) أي: أوقع الله سبحانه وتعالى الرحمة المقرونة بالتعظيم (وسلم) أي: أوقع التحية الدائمة اللائقة به صلى الله عليه وسلم؛ وهو تأمينه مما يخافه على أمته.

(على سيدنا) معاشر الأمة أو معاشر المخلوقين؛ أي: على رئيسنا ومفزعنا عند الشدائد، لأن السيد من ساد قومه، أي: فاقهم بالحلم والعلم والشجاعة والكرم والجود وسائر الخصال الفضائل والفواضل، أو من يفزع ويستغاث إليه عند الشدائد؛ كفك الأسرى من أيدي العدو لشجاعته، وإطعام الأرامل والأيتام لجوده.

(محمد) الخَلق والخُلْق، سمي بذالك؛ لكثرة خصاله الحميدة، ولأن ذكرهما في مبدأ الكتاب عادة العلماء في تأليفهم، قال بعضهم: وإثبات الصلاة والسلام في صدر الكتاب والرسائل .. حدث في زمن ولاية بني هاشم، ثم مضى أهل العلم على استحبابه، ومن العلماء من يختم كتابه بهما أيضًا، فيجمع بين الصلاتين رجاء لقبول ما بينهما؛ فإن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مقبولة ليست مردودة، والله أكرم من أن يقبل الصلاتين ويرد ما بينهما.

(و) على (آله) الطاهرين الطيبين (وصحبه) الأئمة الراشدين (و) على جميع (محبيه) صلى الله عليه وسلم التابعين على قدمه إلى يوم الدين، جمع محب، ومحبته صلى الله عليه وسلم قبول ما جاء به من عند الله سبحانه وتعالى؛ بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، كما قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} (١)، وإن أردت بسط ما في المقام .. فراجع المطولات؛ لأن كتابنا عجالة وضعناه لذوي العدم والحاجة.


(١) سورة آل عمران: (٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>