للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَعْنِي: بَلِيتَ، قَالَ: "إِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ".

===

الراء وسكون الميم وفتح التاء (يعني) الرجل بقوله: وقد أرِمْتَ: (بليت) -بفتح الموحدة وكسر اللام- وفنيت يا رسول الله؛ أي: صرت باليًا عتيقًا، والحديث قد مضى للمصنف في باب صلاة الجمعة.

قوله: (وقد أرمت) -بفتح الراء وسكون الميم وفتح التاء المخففة، ويروى بكسر الراء- جملة حالية من ضمير (عليك)، وقيل: على البناء للمفعول من الأرْمِ؛ وهو الأكل؛ أي: صرت مأكولًا للأرض، وقيل: أُرِمَّتْ بالميم المشددة والتاء الساكنة؛ أي: أُرمت العظام، وصارت رميمًا، كذا قاله التوربشتي، قال الطيبي: ويروى: رَمِصْتَ بالميمين؛ أي: صرت رميمًا؛ أي: عظامًا باليًا.

(قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله) عز وجل (حرم على الأرض) أي: منعها من (أن تأكل أجساد الأنبياء) فإن الأنبياء في قبورهم أحياء، قال ابن حجر المكي: وما أفاده من ثبوت حياة الأنبياء حياةً بها يتعبدون ويصلون في قبورهم مع استغنائهم عن الطعام والشراب كالملائكة. . أَمْرٌ لا مِرْيَةَ فيه، وقد صنف البيهقي جزءًا في ذلك.

قال المنذري: رواه أحمد وأبو داوود وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم وصححه. انتهى. وأخرجه النسائي، وله علة دقيقة أشار إليها البخاري وغيره، وقد جمعت طرقه في جزء، وفي "النيل" بعد سرد الأحاديث في هذا الباب ما نصه: وهذه الأحاديث فيها مشروعية الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة، وأنها تعرض عليه، وأنه حي في قبره، وقد أخرج ابن ماجه بإسناد جيد أنه صلى الله عليه وسلم قال لأبي الدرداء: "إن الله عز وجل حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء"، وفي رواية للطبراني: "ليس من عبد يصلي علي. . إلا بلغني صلاته"، قلنا: وبعد وفاتك؟ قال: وبعد وفاتي؛ إن الله عز وجل حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء".

<<  <  ج: ص:  >  >>