منقطع في موضعين؛ لأن عبادة بن نسي روايته عن أبي الدرداء مرسلة، قاله العلائي؛ لأنه مات سنة (١١٨ هـ)، ومات أبو الدرداء سنة (٣٢ هـ)، ورواية زيد بن أيمن عن عبادة بن نسي مرسلة أيضًا، قاله البخاري، ولكن في إرسالها في الموضعين خلاف؛ كما أشرنا إليه. (قال) أبو الدرداء: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة؛ فإنه) أي: فان إكثار الصلاة علي، أو فإن ما ذكر من الصلاة (مشهود تشهده الملائكة) أي: ملائكة الرحمة أو الحفظة، (وإن أحدًا) منكم (لن يصلي عليَّ. . إلا عرضت علي صلاته حتى يفرغ منها، قال) أبو الدرداء: (قلت) لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (و) هل تعرض عليك الصلاة (بعد الموت؟ ) أي: بعد موتك (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل (و) تعرض علي (بعد الموت) لأني حي في قبري (إن الله) أي: لأن الله عز وجل (حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء، فنبي الله صلى الله عليه وسلم حي) في قبره (يرزق) من رزق الجنة.
قال السندي: قوله: "فنبي الله" صلوات الله وسلامه عليه. . يحتمل: أن تكون الإضافة فيه استغراقية، ويحتمل أن تكون عهدية، والمراد حينئذ: نفسه صلى الله عليه وسلم، وهو الظاهر، ثم هذا لا ينبغي أن يشك فيه؛ فقد جاء مثله في حق الشهداء، فكيف الأنبياء؟ ! وقد جاء في حياة الأنبياء أحاديث؛ من جملتها: "أنه