للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(٥) - كِتَابُ الصِّيَامِ

===

(٥) - (كتاب الصيام)

والصوم والصيام مصدران لصام الأجوف الواوي، يقال: صام يصوم صومًا وصيامًا.

وهو لغةً: الإمساك مطلقًا، ولو عن نحو الكلام، ومنه قوله تعالى حكايةً عن مريم: {إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا} (١)؛ أي: إمساكًا عن الكلام، ومنه أيضًا قول الشاعر:

خيل صيام وخيل غير صائمة ... تحت العجاج وأخرى تعلك اللجما

فقوله: (صيام) أي: ممسكة عن الكر والفر، وقوله: (غير صائمة) أي: غير ممسكة عن الكر والفر، بل تكر وتفر (تحت العجاج) أي: الغبار الذي ينعقد فوق المقاتلين من آثار الحرب، (وأخرى تعلك اللجما) أي: مهيأة للقتال عليها، عند الاحتياج إليها.

وشرعًا: إمساك مخصوص، في زمن مخصوص، من شخص مخصوص بشرطه، وهذه القيود تحتاج إلى تفصيل يذكر في كتب الفقه، وأما حده على مذهب مالك. . فهو إمساك جميع أجزاء اليوم عن أمور مخصوصة بنية مُوقَعة قبل الفجر.

وقدمه على الحج؛ لأنه أفضل منه، ولهذا قدم عليه في حديث: "بني الإسلام على خمس"، وقيل: الحج أفضل منه؛ لأنه وظيفة العمر، ولأنه يكفر الكبائر والصغائر، وعلى هذا فتقديم الصوم عليه؛ لكثرة أفراد من يجب عليه


(١) سورة مريم: (٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>