وهو لغةً: الإمساك مطلقًا، ولو عن نحو الكلام، ومنه قوله تعالى حكايةً عن مريم:{إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا}(١)؛ أي: إمساكًا عن الكلام، ومنه أيضًا قول الشاعر:
خيل صيام وخيل غير صائمة ... تحت العجاج وأخرى تعلك اللجما
فقوله:(صيام) أي: ممسكة عن الكر والفر، وقوله:(غير صائمة) أي: غير ممسكة عن الكر والفر، بل تكر وتفر (تحت العجاج) أي: الغبار الذي ينعقد فوق المقاتلين من آثار الحرب، (وأخرى تعلك اللجما) أي: مهيأة للقتال عليها، عند الاحتياج إليها.
وشرعًا: إمساك مخصوص، في زمن مخصوص، من شخص مخصوص بشرطه، وهذه القيود تحتاج إلى تفصيل يذكر في كتب الفقه، وأما حده على مذهب مالك. . فهو إمساك جميع أجزاء اليوم عن أمور مخصوصة بنية مُوقَعة قبل الفجر.
وقدمه على الحج؛ لأنه أفضل منه، ولهذا قدم عليه في حديث:"بني الإسلام على خمس"، وقيل: الحج أفضل منه؛ لأنه وظيفة العمر، ولأنه يكفر الكبائر والصغائر، وعلى هذا فتقديم الصوم عليه؛ لكثرة أفراد من يجب عليه